آراء ومقالات

العيد فى الولايات غياب الروح والحنين..عبدالرحيم محمد سليمان

اكتشفت  ان مظاهر الاحتفال بالعيد فى مدن الولايات تختلف كليا عن الخرطوم  حيث يفترض  ان تكون  مدن الولايات  واجهة تعكس طبائع وعادات وتقاليد وموروثات اهلها، ومع ذلك فقد لاحظت ان هذه المدن لا تؤدي هذا الدور بالصورة التى كنت اتوقعها.

هذا هو العيد الثانى  الذي  امضيه بعيدا عن دياري التى اضطررت لمغادرتها بسبب    المليشيا المحلولة وانتهاكاتها المروعه ، وفي العيدين  افتقدة  نكهة العيد  الحقيقية التي كنت  اعيشها فى الخرطوم. هناك  كنت  اجد الدفء والالفة والحنان والروابط الاجتماعيه  القويه  التى تجعل من العيد مناسبة استثنائية  مليئة بالمحبة والتواصل، اما هنا  فيبدو  العيد بلا طعم ولا لون ولا رائحة، بسبب عوامل متعددة، على رأسها الانغلاق الاجتماعي والفهم المغلوط   للدين   الذى يسيطر على بعض مكونات المجتمع، مما يبقيهم في عزلة وتباعد عن بعضهم البعض.

فى  الخرطوم، يتميز العيد بأجواء من الالفة والترابط، حيث يتداخل  الجيران  حتى من  دون سابق معرفة، في مشهد يعكس عمق التلاحم الاجتماعي وروح العيد الحقيقية، اما هنا فلا  احد يهتم او يعبأ بجاره، وكأن كل شخص يعيش في عالم منفصل، دون  اهتمام بتوطيد العلاقات الانسانية التي تجعل من العيد مناسبة مميزة.

لقد لاحظت ان روح الاية الكريمة: ( انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)  تكاد تكون معانيها  غير  مفهومة بالنسبة لاهل الولايات   وذلك  كما اسلفت بسبب البعد عن الدين وتلاشي مظاهر الالتزام بالقيم الإسلامية التي تدعو إلى التعارف والتراحم،  فكل فرد هنا منعزل داخل نطاق اسرته  وقبيلته، من غير  اهتمام  ببناء علاقات اجتماعية تخدم الدين والوطن.

فى رائي ان هذا  الانعزال  مؤشر خطير،  قد يتسبب فى حرمان  المجتمع من التماسك والاندماج، ويضعف فرص التعارف والتعايش بين  قبائله ، فالعيد فى جوهره  مناسبة لتعزيز الروابط الاجتماعية ومناسبة  لاحياء قيم التسامح والتواصل، لا مناسبة للعزلة والانغلاق

مجتمعنا يحتاج   الى نشر   الوعي وتعزيز ثقافة الانفتاح والتعايش ، حتى تسود روح العيد الحقيقية  التي تقوم على الالفة والمحبة والاحترام المتبادل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى